في عمان تم إصدار ديوان عتبات الغياب للدكتورة دلال عنبتاوي من آلان ناشرون وموزعون وأغلب القصائد التي كُتبت يسيطر عليها الحزن .
قال الدكتور عبدالقادر الرباعي واصفاً أشعار الدكتورة دلال عنبتاوي : ” قصائدها تفيض بالرواء، والخيال، والصور والنغمات، فكلماتها مشحونة بالانفعال المعتّق، والمعنى المعّمق الذي غادر الذات إلى العالم بالخيال الهاديء والفن النابض، بل بدقات التجربة الإنسانية الغنية فكراً وقلباً وإبداعاً متجلياً .
- مما كُتب في الديوان الشعري :
في المساءِ البعيدْ،
عند غربةِ الناي،
وفي جُبِّ الحزنِ،
أنظرُ في مرآةِ الليلِ،
أُحدِّقُ بعينيَّ التائهتينْ،
أسألُ السهلَ والجبلْ:
هل مرَّ صوتُها من هنا،
مكللاً بيُتمِ الصدى،
ينبشُ في جنباتِ طريقِ الوحدةِ،
يبحثُ عنّي؟
وأظنُّه… أظنُّه ناداني.
- غياب الأب :
كلّما تشابهتْ الأيامُ
تقرعُ ذكراكَ بابَ الحنينِ إليك
ذاكَ الذي ظلَّ مشرعاً مذْ رحلتَ.
أتذكَّرُك
وأكذبُ ألفَ مرةٍ
إنْ قلتُ نسيتْ.
أحنُّ إليك بكلِّ مساءاتي
وأمسحُ دمعةً حرَّى
تظلُّ تلوحُ على خدِّي
كلّما تشابهتْ الأيامُ.
ولاشيءَ، وربي، في غيابِك
يزرعُ في الروحِ الملوَّعةِ،
التَّوَّاقةِ،
لنظرةٍ من زرقةِ عينيك.
- قصيدة غياب :
سأنسى أنّك غبتِ
وأني
سأشربُ حسرةَ الدَّهرِ
بهذا المتبقّي
مملوءةً بلوعةِ غيابك
بهذه النهاراتِ الضائعات
بحلُمِ التَّمنّي
أن يطولَ العمرُ بنا
ونظلُّ على غُصنِ العهد
وإن طالَ الفراق
وصِرنا وحيدتين
تأخُذُنا عواصفُ الأمنيات
لحلُمٍ قصيٍّ هناك
على ربوةٍ
مزروعةٍ بتوقِ روحي
للحظةِ اللقاء
بقلبكِ الدافئِ وحلُمي فيك
وإن طالَ العهدُ
وانقطعَ المتبقي!