إن الوذمة عبارة عن زيادة في كمية السائل الموجود داخل خلايا جسم الإنسان أو ما يُعرف علميًا بـ”الهيولي”، فمن المعروف أن الماء يمثل حوالي 60% من إجمالي وزن جسم الإنسان، على أن تكون الكمية الأكبر من الماء داخل الخلايا وتمثل ثلثين الكمية مقابل توزيع الثلث المتبقي خارج الخلايا على أن يشكل 25% من كمية الماء البلازما الموجودة بالجسم في حين تبقى الكمية المتبقية كسائل بين الخلايا.
أولًا: ما هي الوذمة
تتسم الوذمة بازدياد كمية نسبة الماء الموجودة داخل الخلايا “الهيولي” ويمكن ملاحظتها بعد تراكم بضعة ليترات من هذا السائل؛ حيث تظهر على شكل انتفاخ موضعي كوجود وذمة في جوف البطن أو ما تسمى بالاستسقاء وكذلك قد تكون في جوف الجنبة وهي عبارة عن غشاء رقيق يغطي الرئتين وتسمى بـ”موه الصدر” إلى جانب حالة انتشار الوذمة وتسمى هنا بالاستسقاء العام.
» اقرأ أيضًا: الجرب تشخيصه وأسبابه وعلاجه وكيفية الوقاية منه
ثانيًا: ما هي أعراض الوذمة
في السياق ذاته يتمثل العرض الأول من أعراض الوذمة في وجود انتفاخ ملحوظ حول العينين بشكل خاص وعلى الوجه بشكل عام وكذلك انتفاخ اليدين والقدمين، والجدير بالذكر أنه عند الضغط على هذا الانتفاخ تنتج نقرة واضحة لا تعود إلى طبيعتها إلا بعد مرور بضع دقائق من توقف الضغط عليها وتسمى في هذه الحالة بالوذمة المنطبعة، وبشكل عام تتمثل القوى التي تحافظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها فيما يلي:
- الضغط الهيدروستاتيكي: عبارة عن نوع من أنواع الضغط ينتج عن السائل المتدفق داخل الأوعية الدموية على جدران الأوعية نفسها؛ بحيث يتم دفع الماء تجاه المناطق المتواجدة بين الخلايا.
- الضغط الجرمي: يتم إنتاج هذا النوع من الضغط عن طريق البروتينات الموجودة في الدم والتي تسحب السائل من بين الخلايا، وتنتج الوذمة من اختلال التوازن بين هذين الضغطين.
والجدير بالذكر أنه في حالات الوذمة يشعر الجسم بأن السائل الموجود في الأوعية الدموية ينقص بشكل ملحوظ وبالتالي يبدأ بتشغيل نظام البروتينات والذي يسمى علميًا بنظام الرينين انجيوتنسين ألدوستيرون وذلك كرد فعل لما شعر به من خلل؛ ويقوم هذا النظام بزيادة نسبة السائل في الكلية من خلال تقليل الكميات التي تنتجها من الصوديوم، مما ينتج عنه تقليل كمية الماء التي تفرز في الجسم مما يزيد من حدة الوذمة.
» اقرأ أيضًا: الانفلونزا | اعراض وعلاج الأنفلونزا للصغار والكبار
ثالثًا: كيف تنشأ الوذمة
هناك عدد من الحالات التي تنشأ الوذمة كنتيجة لها ونعرضها كالتالي:
- في حالة الانسداد في التصريف اللمفي أو وجود انسداد في عملية التصريف من الوريد حيث يتسبب ارتفاع الضغط الهيدروستاتيكي في حدوث هذا الانسداد وبالتالي يخرج الدم من الأوعية الدموية إلى ما بين الخلايا مما يؤدي إلى حدوث وذمة موضعية في المنطقة المسدودة، والجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث بشكل كبير بعد إجراء عملية جراحية في الذراع.
- حدوث حالة فشل القلب الاحتقاني؛ لأن القلب في هذه الحالة لا يستطيع ضخ كل كميات الدم التي تصل إليه مما يؤدي إلى تجمع الدم في الأوردة وكذلك الرئتين وبالتالي يرتفع الضغط الهيدروستاتيكي مما يؤدي إلى حدوث وذمة في الرئتين.
- وجود خلل في الكليتين؛ حيث تنتج كميات كبيرة من البروتين في البول وهنا يحدث انخفاض في الضغط الجرمي مما يسبب وذمة عامة.
- وجود فشل في الكبد؛ حيث يحدث انخفاض في كمية إنتاج بروتين الألبومين والذي يتم إنتاجه بواسطة الكبد في الأساس مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الجرمي وحدوث الوذمة.
- قد تنشا أيضًا من خلال تناول أدوية معينة مثل تلك الأدوية التي تؤدي إلى التقليل من إفراز الصوديوم.
- قد تكون مجهولة السبب وتصيب هذه الظاهرة النساء بشكل خاص وخاصة اللاتي يتعرضن للوذمة بشكل متقطع.