يبدو أن الحرية التي تتشدق بها الدول الأوروبية لن تدم طويلا، فمع تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في النمسا بين حزب الشعب اليميني الوسط، وحزب الحرية اليميني المتطرف، بدأ القلق ينتاب إلى المسلمين النمساويين من تصريحات الحكومة الائتلافية السلبية عن الإسلام والمسلمين، فضلا عن تبني الحكومة النمساوية لبرنامج يتميز باضطهاد الإسلام وكل ما يمت إليه بصلة.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن عدد من الخبراء تصريحات توضح تركيز الحكومة النمساوية في برنامجها على ما أسمته الإسلام السياسي، مخصصة جزءا كبيرا من برنامجها للإسلام السياسي، مع البقاء على أن يظل تعريفه مطاطا ومبهما، لاستخدامه لممارسة تضييقات على حريات وحقوق المسلمين.
وقال رئيس الجماعة الإسلامية النمساوية، التابعة لرئاسة الوزراء في النمسا، إبراهيم أولغون، أن هناك سعي من قبل زعماء سياسيين وخبراء لإحداث هالة عبر نشر مفاهيم مغلوطة عن الدين الإسلامي، على الرغم من جهلهم بالدين الإسلامي، الأمر الذي أوجد حالة من المواقف السلبية المجتمعية تجاه المسلمين.
وأشار أولغون أن الحكومة النمساوية ذكرت كلمة الإسلام في برنامجها المكون من 180 صفحة، نحو 20 مرة مستخدمة كلمة الإسلام في معاني سلبية متعلقة بالإرهاب، مشيرا إلى محاولة الحكومة النمساوية لتهميش المسلمين عبر الإشارة إليهم في صورة “مسألة أمنية”، وأنه يجب الذر منهم دائما.
وأوضح أولغون أن الاضطهاد الممارس بحق المسلمين في النمسا ليس بالأمر الجديد، على الرغم من اعتراف الدستور النمساوي بالدين الإسلامي، وكفالته لحرية التعبير.
وتابع رئيس الجماعة الإسلامية في النمسا، أنه على الرغم من وجود الكثير من القيود على المنظمات والمراكز الإسلامية في النمسا، واعتماد جهات محددة من قبل الحكومة النمساوية لتعليم الدين الإسلامي، فضلا عن عمد السماح سوى بترجمة واحدة وموحدة للقرآن الكريم باللغة الألمانية، إلا أن الحكومة الائتلافية الجديدة فرضت قيودا جديدة من خلال تشديد الرقابة على المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية، والمدارس التابعة للمسلمين، لمنع محاولات التأثير الخارجي عليها.
من جانبه اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية، فريد حافظ، أن ترك مفهوم الإسلام السياسي مطاطا ومبهما في برنامج الحكومة الائتلافية الجديدة في النمسا، محاولة لاستخدام الإسلام السياسي ضمن أواع الأسلحة السياسية تجاه المراكز والمؤسسات الإسلامية، ووضع جميع المسلمين تحت الشبهات.
يذكر أن المسلمين في النمسا يقدر عددهم بنحو 700 ألف شخص من أصل سكان النمسا البلغ عددهم نحو تسعة ملايين شخص.