مدينة البتراء أنشئت سنة 312 قبل الميلاد وكانت عاصمة لمملكة الأنباط الذين قاموا بنحتها في الصخر، وقد كانت هي حلقة الوصل بين حضارات فلسطين ومصر، ونقطة اتصال بين بلاد الشام في الشمال وشبه الجزيرة العربية في الجنوب وصولاً إلى أوروبا والصين، وموقعها جعل لها مكانة عظيمة في التجارة بين تلك المناطق حيث تجارة التوابل والحرير والبخور والفضة والتمر والذهب، وأطلق عليها في الماضي اسم “المدينة الوردية” و “سلع”.
مدينة البتراء
توجد البتراء في الأردن ناحية الجنوب، والمدينة عبارة عن قلعة تم تشكيلها من الصخور التي أضافت على المدينة شكل فريد ومميز وجاء من لون الصخور اسم “المدينة الوردية”، تعتبر هذه المدينة العريقة من أهم وأجمل الأماكن السياحية في دولة الأردن، وتعد مدينة البتراء من عجائب الدنيا السبع وهي بحق مدينة تقف الأنظار أمامها مذهولة من مدى روعتها وإعجازها الحضاري.
لا تستخدم وسائل النقل للدخول لتلك المدينة، حيث أن الأرضية من الحصى والجدران من الصخور الملونة، ويقطع الزائر حوالي 1000 متر على قدميه حتى يدخل إلى مركز المدينة الرائع، ويمكن استئجار الخيل أو الجمال للدخول إلى المدينة ويسمى الطريق الذي يقطعه السائح للوصول إلى داخل المدينة باسم (السيق).
وهو عبارة عن ممر صخري طويل مرتفع جداً، ويبلغ ارتفاعه حوالي 80 متراً من الصخور الوردية الملونة، وأول ما يقابلك ثلاثة مكعبات صخرية على الجانب الأيمن من الممر تسمى بمجموعة الجن، وبعد ذلك ترى مجموعة من المسلات المنحوتة في المنحدر الصخري ثم ينتقل بك الممر إلى بقعة مظلمة.
وفي نهاية طريق السيق توجد لوحة فنية رائعة الجمال وهي الخزنة المشهورة التي تم نحتها من الصخور الوردية، يبلغ عرض اللوحة حوالي ثلاثين متراً، والارتفاع حوالي 43 متراً، واللوحة تم نحتها لتصبح قبر لأكثر ملوك الأنباط شهرة، ويرجع تاريخ اللوحة إلى القرن الأول للميلاد.
لوحة الخزنة المشهورة
تعتبر الخزنة بمثابة بوابة دخول إلى هذه المدينة الجذابة بكل روعتها وكنوزها، وتجد بالداخل الكثير من المقابر المنحوتة بالصخر، ثم الدخول إلى المدرج والمسرح الذي أنشئ على الشكل الروماني، والمدرج يستوعب أكثر من 3000 متفرج.
هذه المدينة يوجد بها الكثير من المتاحف والمعابد في كل أنحاء المدينة، بالإضافة إلى أنه يوجد هناك حتى الآن أماكن تقديم القرابين، والمدهش في المدينة العريقة أنها برغم مرور الزمن وتعرضها للكثير من العوامل الجوية والزلازل وغيرها من العوامل إلا أنها لا تزال محتفظة بروعتها والأشكال الهندسية المبدعة.
متحفي البتراء النبطي والأثري
يوجد بمدينة البتراء متحفين متحف البتراء النبطي، ومتحف البتراء الأثري والمتحفان يوجد بهم الكثير من القطع الأثرية المدهشة التي تحكي الكثير والكثير عن تاريخ وعراقة هذه المدينة الرائعة.
يوجد بالمدينة مقام سيدنا هارون والذي يوجد على أعلى قمة لجبل هارون العالي، ويوجد اعتقاد أنه يوجد هناك بالإضافة إلى قبر هارون يوجد الينابيع السبعة من المياه التي تفجرت عندما ضرب النبي موسى بعصاه الأرض، وقد قام ببناء المقام السلطان المملوكي الناصر محمد، وليذهب السائح لزيارة المقام يجب عليه صعود الجبل على قدميه دون وسائل مساعدة حيث أن الطريق غير ممهد.
ومن المعالم المهمة لمدينة البتراء “الدير” والذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال صعود 800 درجة من السلالم فإذا وصل السائح إليه سيستمتع بمشهد رائع للمدينة من أعلى بالإضافة إلى مشاهدة الطبيعة الساحرة الخلابة، وقد رسم الفنان ديفيد روبرتس لوحة ليثوغرافيا للمدينة الأثرية وقد اشتهرت بها المدينة الليثوغرافيا، وقد قام برسم منطقة وادي موسى والبتراء بأكملها وضمت حوالي 20 لوحة ليثوغرافية.