مدينة تمبكتو تقع في مدينة مالي غرب إفريقيا، وهذه المدينة مدينة ذات طبيعة صحراوية، ويطلق عليها جوهرة الصحراء، ويرجع تاريخ تمبكتو إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وتم إنشائها على يد قبائل إفريقيه، وتعتبر هذه المدينة من أهم منارات الإسلام في ذلك الوقت؛ حيث كان يوجد بها الكثير من الفقهاء في الدين وعلماء في الدراسات الإسلامية، وكان اسمها قديماً تنبكت.
موقع تمبكتو الجغرافي
- تعتبر تلك المدينة ممر بين شمال إفريقيا وغرب إفريقيا، ومكان يلتقي فيه القوافل البرية التي تأتي عن طريق الصحراء للتجار من ليبيا والنيجر.
- تعدادها السكاني 54.453 نسمة، والديانة الرسمية هو الإسلام، وأشهر القبائل المعروفة بها ” قبيلة الأنصار، وقبيلة السنغاي، وقبائل تنتمي إلى الأشراف (الأدارسه) وقبائل من أصول عربية، بالإضافة إلى البرابيش والطوارق.
- واسم هذه المدينة مستوحى من اسم امرأة عجوز كانت تسكن نفس المكان قديماً، وكان الناس يتركون أمتعتهم، وودائعهم، والأمانات عندها، وتلك العجوز كانت تسمى (تن بكتاون)، بمعنى حافظة الأمانات، ومن هنا استوحى هذا الاسم.
- عرفت المدينة سنة 1353 بعد زيارة الرحالة ابن بطوطة لها ولكن قبل ذلك لم يعرف عنها شيئاً.
- جاءت زيارة ابن بطوطة بعد زيارة منسا موسى سلطان مالي لتلك المدينة الشهيرة بعد عودته من الحج عام 1325 ويكن في المدينة، وقام بتشييد الجامع الكبير بالمدينة.
- ومن أفضل عصور المدينة كان في عهد السلطان الحاج اسكيا محمد، وازدهرت المدينة من الناحية السياسية، والعلمية في عهده، وكان ذلك في القرن السادس عشر، وبالنسبة للسلطان الحاج اسكيا محمد كان يهتم بالعلم والعلماء.
أما عن عصر السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي فقد كان بداية الانحدار لهذه المدينة العريقة، وبدأ التراجع لمكانة تمبكتو العلمية والسياسية والتجارية بعد الغزو المغربي سنة 1591، وانتهى العصر الذهبي لتلك المدينة بعد سيطرة قبيلة الفولب عليها في القرن التاسع عشر، ثم جاء الفرنسيين وقاموا باحتلالها سنة 1893، وظلت تمبكتو تحت سيطرة الفرنسيين إلى أن تم إعلان استقلال مالي سنة 1960.
المساجد التاريخية التي توجد في تمبكتو
- مسجد سنكري وهو من أهم مؤسسات التعليم في المدينة، وأقدمها.
- مسجد جينكر يبر بني المسجد على يد أبو إسحاق الساحلي وهو معماري جاء مع السلطان منسا موسى عند رجوعه من الحج، وكان بناء ذلك المسجد هو بداية الفن المعماري الأندلسي، ويوجد المسجد في غرب المدينة.
- مسجد سيدي يحيى أسس المسجد على يد الشيخ مختار سنة 1400، ويوجد مسجد سيدي يحيي في قلب مدينة تمبكتو، ويمتاز بالزخارف الإسلامية الرائعة.
- لقد كانت هذه المدينة بمثابة عاصمة للعلم بجانب ازدهارها في التجارة، وعاشت عصرها الذهبي ولكنه لم يدوم طويلاً حيث أن الهجمات والغزوات توالت واحدة تلو الأخرى عليها، ومع ذلك تم اكتشافها عدة مرات على يد المستكشفين والرحالة فمثلاً سنة 1826 تم اكتشافها على يد المستكشف البريطاني (الماجور غوردون لينغ)، والذي فقد حياته عندما قام باكتشاف تلك الجوهرة، ومن بعده قام باكتشافها الفرنسي (رينيه كابيه) سنة 1828.
جوهرة الصحراء وهي حقاً جوهرة من حيث جمالها حيث الطبيعة الصحراوية الخلابة، والكثبان الرملية العالية، والتي يمر من خلالها نهر النيجر، والذي يجعل منها جوهرة يبذل أهلها قصارى جهدهم للحفاظ عليها من أيدي الأعداء؛ يقومون بالأعمال التي يبرعون فيها، حيث أن لكل قبيلة عمل تتقنه حيث قبيلتي الطوارق والفلان يبرعون بالرعي، بينما قبيلة السنغاي تعمل بحرفة الزراعة، والملاحة.
والصيد من نهر النيجر، والقبائل العربية يتابعون تجارتهم من خلال القوافل البرية التي تحمل الأقمشة، والحبوب، والأرز وغيرها من منتجات التصدر والاستيراد وكل ذلك الإصرار والمجهود الذي يخرج من القلب للمحافظة على حياة عروستهم الجميلة على قيد الحياة، فمدينة تمبكتو تستحق كل هذا العناء حقاً.