مكة قبل الإسلام، إن الله جلَّ وعلى لما خلق المخلوقات فجعل الله تعالى بعضها أفضل من بعض، ولقد شرف الله تعالى بقعة مكة على جميع الأماكن، وجعلها الله تعالى قبلة الناس في كل الدنيا وفي كل زمان، وطهر الله تعالى ذلك الوادي العظيم، حتى جعل أفئدة الناس تهوي إليه من كل فجٍ عميق، وجعل الله تعالى الأنبياء يحجون إليه.
مكة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه أن الله سبحانه وتعالى حرَّم مكة لما يحمله من تكريم وتعظيم، وأن إذا دخل الصيد إلى مكة أمن وحتى الزرع إذا زرع في مكة أمن، حتى كان العرب منذ القديم قبل الإسلام إذا لحق أحدهم صيدًا ودخل مكة كف عنه، فكانت مكة قبل الإسلام عند العرب منذ القديم وهم على شرك بالله تعلم بحرم مكة وعظمتها.
أمثلة عن حال كل ظالم في مكة قبل الإسلام
كانت الأم توصي ولدها بأن لا يظلم في مكة لا الصغير ولا الكبير ومن يظلم في مكة يلقى آفات الشرور تلاحقه حتى موته ومن فعلها فوجدت ظالمها يبور، وحتى أبره الحبشي عندما جاء لقريش لهدم بيت الله الحرام أرسل الله عليه طير الأبابيل التي ألقت بحجارة من سجيل عليهم وحمى الله بيته الحرام.
أول من بنى الكعبة في مكة قبل الإسلام
إن الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة ببناء الكعبة، ثم تهدمت بعد ذلك، ثم بناها أدم عليه السلام، ثم مضت عليها السنين والناس يحجون إليها معظمين، ثم تهدمت فبناها بعض أبناء أدم عليه السلام، ثم مع مضي السنين تهدمت فبناها إبراهيم عليه السلام وبنى قواعد البيت بأمر من الله وأذن الناس بالحج كما أمره الله تعالى، فلا يكاد نبي من الأنبياء إلا ومَر على هذا البيت وأمر من الله بتعظيم هذا البيت، وسنلاحظ أن الله سبحانه وتعالي بعث جميع الأنبياء في بلاد الشام ويبعثون في جهة العراق ومصر وغيرها عدا الرسول صلى الله عليه وسلم بعث في مكة لأنه خاتم الأنبياء.
موضع الحجر الأسود في مكة قبل الإسلام
حينما أصبح الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام شابًا وقبل نزول الوحي عليه كان العرب يقومون بترميم بيت الله فاختلفت القبائل هناك على من يرفع الحجر الأسود ثم قالوا سنحكم أول من يدخل علينا من هذا الباب وإذ يدخل الرسول عليه الصلاة والسلام من الباب ثم يقول لهم أحضروا قماشة وضعوا عليها الحجر الأسود وكل قبيلة تمسك طرف من هذه القماشة ثم تضعوا الحجر في موضعه، وإلى يومنا هذا لم يتحرك هذا الحجر عن موضعه.