أعرب وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي، لدى عودته من الأراضي اليمنية، اليوم الخميس الحادي والثلاثين من مايو / أيار، عن قلقه من الأوضاع الكارثية التي تواجهها مدينة مأرب اليمنية، مشيرين إلى أن المؤتمر الإنساني المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس، نهاية شهر يونيو / حزيران المقبل، بات ضروريا أكثر من أي فترة سابقة.
وكان بيان صادر عن قصر الإليزيه الفرنسي قبل نحو أسبوع، قد أكد انعقاد المؤتمر في أعقاب المحادثة الهاتفية التي جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقالت السناتورة الفرنسية، ناتالي غوليه، والتي كانت تقف وراء زيارة وفد مجلس الشيوخ الفرنسي إلى الأراضي اليمنية، والتي تعد الزيارة الأولى لوفد أجنبي إلى الأراضي اليمنية منذ عام 2014، أن عدد سكان مدينة مأرب ارتفع من نحو أربعمائة ألف نسمة، إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.
وأشارت السيناتورة غوليه، أن الأوضاع في مدينة مأرب أضحت كارثية، مضيفة أن حالة الاستقرار النسبي التي تشهدها مدينة مأرب، تعد السبب وراء نزوح اللاجئين اليمنيين إلى المدينة من كل مكان.
ولم يتمكن الوفد الفرنسي المكون من خمسة أعضاء من مجلس الشيوخ الفرنسي ونائب واحد من المكوث في مدينة مأرب، لأكثر من نحو 24 ساعة
وأوضحت غوليه أن مدينة مأرب بحاجة إلى احتياجات هائلة، وخاصة الاحتياجات الخاصة بالأطفال، الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية، من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للحد الأدنى لبقاء الأطفال الصغار.
وأضافت غوليه أن المنظمات الغير حكومية تواجه صعوبات كبيرة من أجل الوصول إلى مدينة مأرب، مشيرة إلى أن تلك المنظمات لا يمكنها الوصول إلى مدينة مأرب انطلاقا من العاصمة اليمنية صنعاء، إلا بالمرور عبر جبهات القتال، وهو الأمر الذي وصفته بالمستحيل، مشيرة إلى أن الوصول إلى مارب انطلاقا من مدينة عدن، يتطلب المرور على العديد من الحواجز الأمنية.
وأشارت غوليه أن الوصول إلى مدينة مأرب انطلاقا من المملكة العربية السعودية، يتم رفضه من قبل العديد من الشخصيات، من أجل الحفاظ على حيادية تلك المنظمات.
وأعربت غوليه عن أملها في أن يتيح المؤتمر الإنساني المقرر عقده في العاصمة الفرنسية باريس حول اليمن، توفير سبلا وطرقا آمنة من أجل تسهيل عملية إيصال المساعدات إلى مدينة مأرب.
يذكر أن الأراضي اليمنية تعيش اوضاعا قاسية منذ عام 2014، نتيجة المعارك والاشتباكات المستمرة بين قوات الجيش الوطني اليمني الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمدعومة من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبين عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، والتي استولت على العاصمة اليمنية صنعاء بقوة السلاح.