لم يعد خفيا على أحد مدى الانتشار الذي حققته عمليات زراعة الشعر كحل نهائي وفعال لمشكلات فقدان الشعر المختلفة، حيث يقبل الكثيرون على مثل هذه الجراحات التجميلية، لما يشيع عنها من استمرارية النتائج ومعدلات الأمان المرتفعة. لكن الأمر كما هو في كل جراحات التجميل لا يخلو من المخاطرة، ذلك لما تحتاجه عمليات زراعة الشعر من مهارة ودقة عالية وخبرة طويلة، لابد أن يتمتع بها جراح التجميل الذي يقوم بالعملية، إضافة إلى ضرورة العناية بالشعر المزروع وفق إرشادات الطبيب المتخصص، حتى يتثنى الحصول على نتائج تجميلية مرضية.
بسبب ما لاحظناه من تزايد أعداد الذين مروا بتجربة زراعة الشعر الفاشلة، قمنا بسؤال أحد خبراء زراعة الشعر في تركيا الدكتور يتكين باير عن أبرز العوامل المؤدية إلى تلك النتائج غير المرضية.
مع التنبيه على ضرورة الاهتمام بالنقاط التالية وأخذها في الاعتبار، بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في خوض عملية زراعة الشعر قريبا، حتى يتجنبوا الوقوع في مثل هذه المشكلات.
العوامل المؤدية لفشل عملية زراعة الشعر
من بين أبرز العوامل التي تم رصدها الدكتور يتكين باير ، والمتسببة في حصول العديد من المرضى على نتائج غير مرضية لعمليات زراعة الشعر، قمنا بجمع ما يلي:
- سوء اختيار جراح زراعة الشعر المتخصص، حيث انتشر على الساحة في الآونة الأخيرة عدد من غير المتخصصين، الذين لم يحصلوا على المؤهلات اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات، ما تسبب في ظهور المشكلات لدى عدد كبير من المرضى الذين أجروا لهم عمليات زراعة الشعر.
- اللجوء لمراكز وعيادات زرع الشعر غير المعتمدة أو المرخصة من الجهات المحلية والدولية، وهو أمر بالغ الخطورة، حيث يجب توفر جميع وسائل السلامة والأمان في المكان الذي تختاره لإجراء زراعة الشعر.
- عدم الالتزام بالسن المحدد لإجراء زراعة الشعر، حيث يفضل أن يتجاوز الشخص عمر الـ25 عاما، حتى تكون المناطق المانحة للبصيلات مكتملة النمو، وكذلك حتى يحدد الطبيب نمط الصلع وفقدان الشعر الذي يعاني منه الشخص بدقة.
- الاعتماد على فحوصات وتحاليل غير دقيقة ، ما يجعل الطبيب يتخذ قرارات خاطئة، من شأنها أن تضر بالحالة، كذلك عدم إطلاع الطبيب على كافة التفاصيل المتعلقة بتاريخك المرضي، ونمط فقدان الشعر السائد بين أفراد العائلة، وهي أمور تلعب دورا حاسما في تحديد الأسلوب المثالي للتعامل مع حالتك.
- حصد عدد كبير من بصيلات المناطق المانحة بفروة الرأس، ما قد يتسبب في قلة كثافة الشعر بتلك المناطق، وقد يؤدي إلى توقف نمو الشعر بها بالشكل الصحيح، وهو ما يقع فيه غالبا الأطباء غير ذوي الخبرة، أو الممارسين غير المؤهلين.
- زراعة الشعر بأسلوب لا يناسب حالة المريض، أو غرس البصيلات باتجاهات وأعماق غير صحيحة، ما قد يتسبب في الحصول على نتائج نهائية غير طبيعية، وقد يؤدي إلى تساقط البصيلات المزروعة، وفشل عملية زرع الشعر بشكل كامل.
- عدم إطلاع الطبيب على النتائج التجميلية التي تريد الحصول عليها، ومعرفة إمكانية ذلك ومناقشته، كذلك عدم الاطلاع على الخطة الزمنية المتوقعة لاكتمال النتائج، ما قد يتسبب في حدوث أزمات نفسية بعد عملية زراعة الشعر، وهو أمر يضر بمعدل نمو الشعر بالشكل المطلوب.
- تجاوز الحد الأمامي لخط الشعر، وذلك رغبة من المريض في الحصول على مظهر جمالي مختلف عما هو في الحقيقة، وذلك في الغالب يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يكون المظهر مصطنعا وغير حقيقي، لذا يجب مناقشة الأمر مع الطبيب، والاقتناع بوجهة النظر العلمية، التي تعطي أيضا نتائج تجميلية مرضية.
- اعتماد الطبيب على الفريق المعاون له في إجراء مختلف مراحل جراحة زراعة الشعر، وهو أمر يوقع في الكثير من المشكلات، حيث أن زراعة الشعر عملية تتطلب دقة ومهارة عالية، وكذلك تتطلب معرفة كاملة بتشريح فروة الرأس والأضرار التي من الممكن مواجهتها خلال العملية، لتجنب حدوث أية مشكلات.
- زرع بصيلات لا تناسب المناطق المصابة، حيث يجب أن تكون بصيلات الشعر الجديدة متوافقة تماما مع مناطق زرع الشعر، لذلك يقوم الأطباء بفرز البصيلات التي تم حصدها أولا، قبل البدء في عملية الزراعة، حيث يقع الاختيار على البصيلات المناسبة فقط، ويتم تنحية بصيلات الشعر غير المناسبة أو الضعيفة.
- تجاهل نصائح الطبيب بعد زرع الشعر، وعدم اتباع الجراعات اللازمة من العلاجات الموضعية التي تساعد على تجاوز مرحلة التعافي بسلام، ما قد يؤدي لفقدان البصيلات المزروعة، أو تهالكها وعدم قدرتها على النمو بشكل صحيح.
- عدم تجنب ظروف الطقس غير المناسبة في الأيام الأولى بعد العملية، مثل الشمس الشديدة، أو الرياح العاصفة، أو هطول الأمطار، ما قد يعرض بصيلات الشعر المزروع لخطر التساقط، أو يتسبب في حدوث مضاعفات لفروة الرأس.
- استخدام مواد غير التي وصفها الطبيب للعناية بالشعر، حيث أن الكثير من أنواع الشامبو والكريمات ومستحضرات العناية بالشعر لا تناسب فروة الرأس بعد جراحة زرع الشعر، وقد تتسبب في التعرض لمضاعفات، لذا يصف الطبيب أنواع معينة للاستعمال خلال فترة التعافي.
- بذل مجهود زائد خلال الأيام الأولى بعد العملية، أو ممارسة التمارين الرياضية القاسية، وهو أمر يؤدي إلى عدم حصول فروة الرأس على التغذية والمواد اللازمة التي تحتاجها للتعافي، كما يسبب ضمور البصيلات، وعدم نمو الشعر المزروع بالصورة المرادة.
كل تلك المعايير تعد من الأمور الحاسمة في الحصول على نتائج نهائية مرضية لعمليات زراعة الشعر، حيث أن الإخلال بواحد فقط من هذه المعايير، أو تجاهله، يضيع عليك الكثير من الوقت والجهد والمال، إضافة إلى المظهر غير المرغوب الذي يظهر به الشخص بعد عملية زراعة الشعر الفاشلة، وتأثير ذلك على حالته النفسية، وقدرته على التواصل مع المحيطين به.
مع تمنياتنا للجميع بتحقيق كل النتائج التي يتطلعون إليها من عمليات زراعة الشعر، بمنتهى الأمان والسلامة.