اندلعت اليوم الأربعاء العاشر من يناير / كانون الثاني مواجهات بين الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قرية مادما الواقعة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، في أعقاب قيام مستوطنين إسرائيليين بتجريف أراض زراعية مملوكة لعائلات فلسطينية.
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز عدد من المصورين الصحفيين أثناء توجههم لتغطية تلك الاشتباكات، وفق ما أوردته وكالة الأناضول للأنباء التي تم احتجاز مصورها الصحفي.
وقال رئيس المجلس البلدي في مادما، إيهاب القط، أن قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تتواجد في جنوب القرية، بالقرب من مستوطنة يتسهار، ويقوم جنود جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على أصحاب الأراضي الزراعية وأهالي القرية.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن القط قوله، أن مستوطنين يهود يقومون منذ صباح اليوم بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في جنوب القرية، في محاولة للاستيلاء عليها، دون وجود اخطارات سابقة أو حالية لمصادرة الأراضي.
وأشار القط إلى أن المستوطنين اليهود يحاولون الاستيلاء على هذه الأراضي منذ عدة سنوات، كونها تتمتع بوجود نبع للمياه، حيث قام المستوطنون بزارعة أشجار بالقرب من النبع، والآن يسعون لمنع أصحاب الأراضي من الوصول إلى أراضيهم، بل يحاولون مصادرة وتجريف تلك الأراضي.
وناشد رئيس المجلس البلدي في قرية مادما، المسؤولين الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية بالقدوم إلى القرعية للوقوف على معاناة أصحاب الأراضي الزراعية وأهل القرية.
وكانت مدينة نابلس قد شهدت مساء أمس الثلاثاء مقتل مستوطن إسرائيلي بطلق ناري بالقرب من مستوطنة حفات جلعات، المحاذية لمدينة نابلس.
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق طرقات مدينة نابلس بشكل شبه كامل في أعقاب مقتل المستوطن الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في السادس من ديسمبر / كانون أول من العام المنصرم، خلال خطاب ألقاه من البيت الأبيض، اعتراف الإدارة الأمريكية بمدينة القدس الشرقية والغربية عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل.
وأمر الرئيس الأمريكي وزارة الخارجية الأمريكية، بمباشرة إجراءات نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس.
وانتقد ترامب الإدارات الأمريكية المتعاقبة لعدم اتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا على أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل قد تأخر كثيرا.
ومنذ ذلك التاريخ تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة في مدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة المحاصر، سلسلة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية المتواصلة منذ أكثر من أربعة أسابيع، تنديدا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية المتعلق بالاعتراف بمدينة القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة وأبدية للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس.
وشهدت تلك المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية مواجهات بين الشبان الفلسطينيين، المنددين بالقرار الأمريكي، وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي عادة ما تستخدم الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، في مواجهة الشبان الفلسطينيين العزل.