تمكنت شركة نتفليكس مرة أخرى من التفوق على توقعات المحللين وول ستريت حول أداء الشركة في الفصل الثالث من العام الجاري، بعد أن أضافت 5.3 مليون مشترك جديد في الربع الثالث مقارنة مع التوقعات ب 4.5 مليون وهو ما ساهم في ارتفاع ايرادات الشركة ، وكانت هذه المكاسب مدفوعة بالدرجة بنمو عدد المشتركين في الأسواق الدولية.
و يرى الكثير من المحللين ان اسهم شركة الفيديو العملاقة سوف تستمر في الارتفاع، حتى قرار شركة نتفلكس في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي برفع أسعار خدماتها، وكذلك زيادة حجم انفاق الاموال المستثمرة على الافلام والمسلسلات الاصلية الخاصة بالشركة.
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 64 في المئة هذا العام حتى وقت كتابة هذا التقرير حسب بيانات شركة ufx.com (يو اف اكس) لتداول الأسهم، مقابل مؤشر ستاندارد آن بورز 500 الذي حقق ارتفاع بنسبة 14 في المئة فقط، ورغم ذلك فقد رفع المحللون في بنكي بايبر جافري و غولدمان ساكس أهدافهم السعر السهم خلال الفترة المقبلة.
كتب مايكل أولسون المحلل في البنك الاستثماري بايبر جافري، في مذكرة إلى العملاء: “إن نتفليكس هي الرائدة في مجال يحتوي على إمكانيات نمو هائلة خلال السنوات القادمة.”
وأضاف:” ستكون هناك منافسة متزايدة وعقبات غير متوقعة على طول الطريق، ولكننا نعتقد أن نتفليكس وصلت إلى” سرعة الانطلاق القصوى”.
أعلنت نتفليكس في 5 أكتوبر/تشرين الأول، أنها سوف ترفع أسعار الاشتراك في خدماتها، وتتكلف خدمة المشاهدة بتدفق عالي الوضوح HD التي كانت تبلغ 10 دولارات في الشهر الآن 11 دولارا في الشهر. أما خدمة التدفق العالي الوضوح جدا 4K فتبلغ 14 دولار في الشهر صعودا من سعر 12 دولار في الشهر.
والكثير من المحللين في شركات الوساطة والاستشارات المالية في وول ستريت متفائلون التغييرات والارتفاعات السعرية الأخيرة سوف تدفع أرباح نتفليكس إلى أعلى.
وقال “أندي هارجريفز”، المحلل في شركة “كاي بنك كابيتال” في مذكرة للزبائن: “نتفليكس تسير بخطى متسارعة بعيدا عن المنافسين وترفع الأسعار وتحقق نمو أفضل من المتوقع في عدد المشتركين، هذا المزيج يشير إلى قدر أكبر من الأرباح على المدى القريب واحتمال فترة أطول من النمو فوق المتوسط الذي توقعناه سابقا”.
وتواجه الشركة تزايد كبير في المنافسة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، مع ولوج الكثير من الشركات الجديدة الى مجال خدمات البث والترفيه عبر الانترنت، كما أن هناك توجه متزايد بين شركات الانتاج لسحب محتوياتها وبرامجها من نتفلكس وانشاء خدمات البث الخاصة بها.
ولمواجهة هذا الواقع الجديد، فان شركة نتفلكس تعتزم الاعتماد على استراتيجية المحتوى الأصلي المنتج من قبل الشركة.
وقالت الشركة في رسالة إلى المساهمين: “في حين أن لدينا اتفاقات متعددة على مدى السنوات القادمة تمنع أي تقليص أو سحب مفاجئ في تراخيص بث المحتوى على المنصة، فإن التوجهات طويلة الأجل واضحة، مستقبلنا يكمن إلى حد كبير في المحتوى الأصلي الحصري الذي يجذب الاهتمام حول نتفليكس ويحقق الرضا الشامل لمختلف أذواق المشاهدين في كل أرجاء العالم”.
وقالت الشركة أيضا أنها ستنفق ما بين 7 مليار دولار إلى 8 مليارات على المحتوى الأصلي في العام المقبل، بزيادة قد تصل إلى مليار دولار عن الرقم الذي سبق وأعلن عنه “تئد سارا ندوس” مدير العمليات في شركة نتفلكس.
كما قلل أحد كبار المحللين من قلق بعض المستثمرين بشأن سياسة نتفليكس في زيادة الإنفاق على المحتوى الأصلي.
“في حين أن الإنفاق لسنوات عديدة على المحتوى الأصلي الممتاز يرفع من نسبة المخاطر، لكن مع وجود محتوى متنوع و كثير، اضافة الى وجود نظام توزيع متنامي و موجه، فان نتفليكس تقوم ببناء منصة ترفيهية عالمية لا تضاهى” كما كتب “هيث تيري” المحلل في بنك غولدمان في مذكرة الى العملاء.
وبالمثل، يعتقد أحد المحللين أن زيادة الإنفاق على المحتوى ستؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الربحية.
وقال بنجامين سوينبورن، المحلل في بنك مورغان ستانلي، الذي كتب في مذكرة إلى العملاء: “إن النجاح في الولايات المتحدة ثم الأسواق الدولية الأولية يوفر خارطة طريق للنجاح في الأسواق الجديدة، وينبغي أن يسمح الاستثمار في المحتوى لشركة نتفلكس بتحقيق المزيد من الأرباح”.
وأكد بايبر جافراي من جديد تقييمه الايجابي لسهم نتفليكس ورفع سعره المستهدف إلى 240 دولارا من 215 دولارا. كما أكد غولدمان ساكس أكد على تصنيفه للشراء وزاد من سعر السهم المستهدف إلى 250 دولارا من 235 دولارا.