نأى أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بنفسه عن التقرير الذي أصدرته هيئة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، الذي يتهم إسرائيل بالقيام بتطبيق سياسة الفصل العنصري (أبارتايد) ضد الفلسطينيين، مع مطالبات أمريكية بسحب التقرير برمته.
وقال ستيفن دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن “التقرير كما هو لا يعكس آراء الأمين العام” وأن هذا التقرير تم وضعه من دون مشورة مسبقة مع الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وطالبت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة بسحب هذا التقرير، وقالت هايلي إنه يجب إلغاء هذا التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا).
وأضافت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أن “سكرتارية الأمم المتحدة كانت محقة في النأي بنفسها عن هذا التقرير، ولكن يجب أن تخطو خطوة أخرى وتسحب التقرير بأكمله”.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بأنه “منشور دعائي نازي معاد بشدة للسامية”.
وبالمقابل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا يعد “وثيقة مهمة يجب أن تدفع المجتمع الدولي إلى تفعيل آلية لمساءلة إسرائيل دوليا”.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي -وهو منظمة أوروبية مستقلة مقرها جنيف- دول العالم إلى العمل الجاد لوقف الطريقة التي تتصرف بها إسرائيل كدولة فوق القانون من خلال قيامها بتطبيق شتى “أشكال التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني”.
ووصف المرصد تقرير إسكوا بأنه يعتبر “إنجاز” لصالح حقوق الفلسطينيين التي صادرتها إسرائيل خلال السنوات الماضية.
وأكد تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) على أن “الأدلة المتوفرة تشير إلى أنه ثبت قد أن إسرائيل بما لا يدع مجالا للشك مذنبة بتطبيق سياسات وممارسات تمثل جريمة فصل عنصري”.
من جانبها، قالت ريما خلف الأمينة العامة لإسكوا في مؤتمر صحفي من العاصمة اللبنانية بيروت أمس الأربعاء إن نظام الفصل العنصري الذي تتبعه إسرائيل يقوم على تفتيت الشعب الفلسطيني جغرافيا وسياسيا، وعلى قمع الشعب الفلسطيني حيثما وجد.
من جهته، دعا ريتشارد فولك معد التقرير إلى إعلان حالة طوارئ لمتابعة حالة المعاناة اليومية بحق الفلسطينيين بسبب الفصل العنصري.
وقال فولك في حديث لشبكة الجزيرة الإخبارية، إن تقرير إسكوا سيضع القواعد المناسبة لملاحقة السلطات الإسرائيلية، داعيا الدول الأعضاء بالمنظمة الأممية بالمبادرة وتقديم تقرير إسكوا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى يتم النظر فيه وتبنيه.
وجاء في تقرير إسكوا أن سياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) التي تتبعها إسرائيل يجعل من الصعب وجود حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.